Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

العزوز هازّها الواد

 

-------------------.jpg

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وأنت تتأمّل في مسيرة تونس الثّورة، ما يؤلمك حقيقة هو محاولة استبلاه الشّعب التونسي و مغالطة ذاكرته الحاضرة ومراوغتها كما وقع استبلاهها ومراوغتها في السّابق على مدى قرن من الزّمان.

هل يهتزّ الجبروت والطّغيان العالمي ويُصاب محلّلو العالم بالذّهول السّياسي والإستراتيجي تحت انفجار ثورة تونسية يفوح عبيرها من الكوانين المشتعلة بالفحم، والعبقة بالبخور التونسي العطر،

 تدفعها الزّغاريد ودعاء العجائز والنّساء المحرومات من أزواجهنّ المسجونين، ليسقط " الزّاطل" السّكران بن علي ويأخذ القيادة على رأس طابور مضحك من حكّام الغبن والشّقاوة المطرودين والمنسحبين والمقتولين، من كانت الأحمرة أفضل منهم وهم على كراسيهم " الصهيو أمريكية"

هل يحدث كلّ ذلك ليأذن العالم بانقلابات في الفكر الإستراتيجي وإعادة تقييم ما كان يُسمّى في السّابق بالقواعد والمسلّمات، ويبقى الشّعب التونسي يتخبّط في بحر السّذاجة المقيتة ؟ يستلم التّحاليل عن حاته من غيره كشأن المريض مع المخابر التّحليلية، وإن حلّل  يحلّل الأمور كالسّكران الثّمل الّذي يريد أن يمسك بالقمر يخاله بين يديه !

هل نحن مرضى بالولاء وتمجيد الزّعامات؟

 لو كان نظام بورقيبة صحيحا هل ينتهي بنزوة عميل وحلاّقة، ولو كان نظام  العميل صحيحا هل ينتهي بانتفاض مجموعة من الشّبان قرّروا في المقهى أن يلعبوا لعبة أخرى غير لعبة " الرّامي ".

نظام بورقيبة سقط لأنّ السّدنة كانوا السّبسي وطواقمهم و من بعدهم بن علي وطواقمه، ونظام بن علي سقط لأن السّدنة كانوا من أمثال الغنوشي والزبيدي والقلاّل وأمثالهم من النّعاج المطيعة في السياسة ، وزبانيتهم من الجنرال السّرياطي والجنرال عمّار ومن جرّ جرّهم من الجلاّدين أصحاب السّوط والقارورة والماء السّاخن في الداخلية و القوّات المسلّحة، والبطانة القذرة من الأصهار الممسكين في البلد بكلّ ملّيم و دينار.

والفريق الأوّل الدّستوري والفريق الثّاني التّجمّعي، هل سقطا لشيئ سوى أنّهما ليسا من الشّعب، وليسا من الوطن؟

إذن لماذا نحاول أن نجد في مزبلة هؤلاء ورودا وأزهارا نشمّها و"نعناعا" نجعله في أكواب شاينا؟

لماذا نمنّي النّفس بالعثور على كنوز في أنقاض هؤلاء ؟

هل مازلنا نرجو فكرا اقتصاديا و نمُوا ماليا للبلاد من رجال أعمال كاللّطيف وغيره من القوّادين المُطعمين والسّاقين لذلك الكادر السّياسي طيلة حكمهم والّذين لا يزالون يمسكون بالبنية الإقتصادية؟

هل مازلنا نتشوّف إلى أمن وسلام من مديري أمن، لم يتدرّبوا إلاّ على استعمال السّوط والقارورة والماء الساخن في الزّنازين، والّذين، لا يزال وزيرهم الحالي وضحيتهم سابقا لا يأمنهم حتّى على نفسه وهو آت إلى مكتبه!

هل مازلنا نرجو لبلدنا عسكرا فاعلا في التنمية وحماية الدّيار والحدود بقيادة جنرال الغبن والجهل، من أصرّ على أن تبقى الثّكنات بلا مساجد ولا تعليم و لا تثقيف كما أراد لها من قبل سيّده الهارب؟

لماذا لم يمُت عمّار الجنرال في هيليكوبتر هو أيضا ؟ أو حتّى بصحن مسمّم في إحدى زياراته الدّورية لقصر قرطاج، إن كان وطنيا ؟ لا تجعلوه ثعلبا كـ " رومل " لم يقدر عليه بن علي و السّرياطي..  

هل مازال الشّعب يلوك قصّة محاولة عزله من طرف بن علي المضحكة ويصدّقها، ويحمد بطولة هذا الجنرال المزيّف عوض أن يحْمد وطنية وإخلاص وحكمة الجنود وقادتهم الميدانيين في محن الثورة ؟

ألم يبلغ إلى مسامع الشّعب شيئا عن الخطّ الهاتفي العالي التّقنية و السّرّي الخاص في مكتب  " الكبْران " والّذي طرفه الآخر السّي آي آي ؟

ألم يعلم شعبنا عن قاعة العمليات الأمريكية الصهيونية "العمّارية" (نسبة إلى عمّار) بالعوينة لدعم العالمانية في تونس، والتّمكين للماسونية العالمية، وترميم نظام العمالة والإنقلاب على الثّورة؟  

ألم يبلغ مسامع الشّعب ما يدور في المقاهي عن أملاك صاحب النّواشين والسّيوف المتقاطعة والأموال والعقارات من تونس مرورا بصيّادة إلى السّاحل ؟

هل مظلمة مجموعة برّاكة السّاحل وما قبلها وبعدها من إقالات تعسّفية وسجن وتشريد مجموعة من خيرة الضّبّاط منهم جمعة النّصري ومحسن الكعبي وعلي بن سالم ومن معهم ممّا لا تتّسع السّطور لذكرهم هنا ، هل تلك المهزلة ، جنرالكم الموقّر بريء منها براءة الذئب من دم يوسف؟

هل المسرحيات القضائية المدنية منها والعسكرية الدّائرة الآن معقّدة الفهم على شعبنا لدرجة أنّ عليه أن يشاهدها مرّات ومرّات ليحلّ رموزها ؟

في النّهاية هل الشّعب ليس له أنف لا يشمّ ؟ فإن قِدْر ما يسمّى بالثّورة المضادّة على النّار فاحت رائحتها والترويكا  تبدو لنا كحكاية (العجوز إلّي هازّها الواد)، أمّا المرزوقي فهو كطفل مغمور، لم يفق بعد من فرحة قصر قرطاج.

 

بقلميْ العسكريين المطرودين:

 مخلوف بريكي و محمّد صالح يحياوي

بالإشتراك تفكيرا وتحريرا وتنويرا وتورّطــا في الوعي !

       

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :