Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

تبّا لصراع الحضارات يا روما...!! مخلوف بريكي

السّلام عليكم.... أسمع دائما تلك المقولة الّتي تقول: كلّ الطّرق تؤدّي إلى روما... منذ ساعة تقريبا أنا في روما، يا إلاهي ما أعظمها.. إنّها مدينة شاخت وشاخ معها الزّمان كيف لا وعمرها وهي عاصمة يقولون: ألفين وخمس مائة سنة..

لكنّها قطعا لن تكون في عراقة بغداد ورسوخها في التّاريخ، تلك العاصمة المغدورة الّتي هدموها، وما بقي منها إلى داعش سلّموها، ليبقوْا هُم يتمتّعون بهذه الشّطئان الجميلة الواسعة على السّواحل الإزوردية الخلّابة..

ماذا أفعل.. قرّرت أن أتعشّى اللّيلة في روما، وأنظر إلى الطّرق الّتي يقولون أنّها تؤّدّي إليها..

لكنّني لم أرها، فأين الطّرق الّتي تؤدّي إلى روما..؟ حتّى طريقي الّتي جئت منها لم أرَها، طارت الطائرة من "ليون" وحطّت في روما وأنا أنعس..

يا إلاهي إنّها كبيرة وعتيقة وضخمة، لا أدري كيف بنوْها لكنّني أدْري بالمقابل كيف هدموا بغداد لتبقى هي وعواصم أخرى مثلها..

تبّا لصراع الحضارات الّذي يهدم عواصم ظلما وعدوانا ويُبقي على أخرى ..

لكن، دعوني أنسى جراح عواصمي وحضاراتي، وأتمتّع قليلا، بما أنّني جئت اللّيلة إلى هنا، لأشاهد ما بنَى هؤلاء عبر التاريخ..

انظروا معي إلى الكاتدرائيات والكنائس والعمارات القديمة، كأنّ آثار المعماريين المشاهير مثل المهندس "رافاييل " والمهندس "برامانتي" والأرشيتاكت "برنيني" الّذين ساهموا في إنشائها في غابر تاريخها القديم وفي نهضتها وعمارتها الباروكية، مازالوا هنا لم تندثر عضامهم بملح البحر الأبيض المتوسّط ولم يموتوا، وأخالُهم بقَوْا يراقبون ما بنَوْا...

لكنّهم من المؤكّد لو بقوْا أحياء ما رضوا بأن تُهدم أخت روما بغداد، ولَلَعنوا مثلي صراع الحضارات...

لن أطيل عليكم، دعوني ألْـتَهِمُ هذه البيتزا الشّهية بالطّماطم والسّومون وأنا أتأمّل ليل روما المزدان بالأضواء...

أترككم على خير... على فكرة بعد قليل أستقلّ طائرة أخرى وأبيت في "باليرمو" إن شاء الله ووصلنا سالمين ولم يحدث ما حدث للطّائرة الألمانية...!

وعلى طبق "سباقيتي" أو كما يقولون "باسطا" بفواكه البحر، وأنا أشاهد الوزّ في خليجها غدا أحدّثكم عن باليرمو..

وإلى تدوينة أخرى... سلام...

.....

 

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :