Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

أسرار البسملة (بسم الله الرّحمان الرّحيم





وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم

تعرّضت لتفسير بسم الله الرّحمان الرّحيم

 بإيجاز في إحدى محاضراتي

ولم عرّجت على مفهوم هذه الآية بالتّفسير

 وذكرت شيئا ممّا ذكره بعض العلماء فيها

تقدّم إلىّ أحد الإخوان بعد نهاية المحاضرة

 وأبدى رغبته بإعادة سماع  ما ذكرته من أفكار

حول آية البسملة الكريمة وقال لي إنّه حاول

 تسجيلي بالهاتف الجوّال 
لكنّه لم يتمكّن نظرا لأنّه كان في آخر القاعة

وطلب منّي أن أمدّه بتلكم الأفكار

 فوعدّته أن أحرّر في ذلك بعض الكلام

 وأضعه على موقعي الألكتروني ...

ها أنا أفي بالوعد


ولتنْفيذ ذلك أذكر بعض ما جاء في تفسير العلماء

 ثمّ أخلص بعد ذلك إلى ذكر  ما هداني الله له من أفكار

فأقول وبالله التّوفيق

بسم الله .. كلمة مفتاح..

كلمة ذات أسرار لا تنتهي..

كلمة بها بدأ الكون والوجود كلّه

وعليها قام ويقوم ويستمرّ

بها قام كلّ شيْء .. ولولاها ماقام شيْء


يقول الشّيْخ الشّعراوي في البسملة:


بها حدثت خوارق لما نسمّيه نحن بالقوانين العلمية للموجودات

بـ بسم الله نزل الوحي على نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم

وقرأ وهو أمّي لايقرأ ولا يكتب

بها جاء عيسى عليه السّلام من غير أب

وتكلّم في المهد

ومن قبله أمّه تأكل وتشرب ممّا تجده في محرابها

من خيرات وهي معتكفة لله

ببسم الله سار ت سفينة نوح مجراها ومرْساها

باسم الله يبدأ كلّ شيء ذا بال وإلى الله يعود

............

إنتهى كلام الشّيخ

الرّحمان الرّحيم

وهي المراد تفسيرها  هاهنا ...

هنا يذكر القرآن أنّ الكفّار لم يفهموا ما معنى

الرّحمان.. 

وإذا قيل لهم أسجدوا للرّحمان قالوا وما الرّحمان .. (الفرقان 60))

  
فلا فهموا إلى يوم القيامة...


وعندما تتأمّل في بعض تفاسير المتقدّمين من السّلف

في روايتهم عن الصّحابة ولا سيّما إبن عبّاس (ترجمان القرآن)

نجد أنّ أهمّ ما قيل أنّ البسملة هي آية من الفاتحة وآية منفصلة تبدأ

بها كلّ سورة وهي أيضا بعض آية من سورة النّمل :

(
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ) (النّمل 30)
 



عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس في قوله تعالى:
( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي )  قال: فاتحة الكتاب ...
 (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)  وقرأ السورة،
 قال ابن جريج: فقلت لأبي: لقد أخبرك سعيد عن ابن عباس أنه قال: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية؟
 قال: نعم ...



وإليك أروع ماوجدّت من أقوال في (الرّحمان الرّحيم) نبدأها بالحديث الذي يرويه
أبوهريرة :
قال رسول الله صلـّى الله عليه وسلّم:
 

إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وأخّر تسعة وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة.. 


وفي رواية أخرى:
 

إن الله تعالى قابض هذه إلى تلك فمكمّلها مائة
 يوم القيامة يرحم بها عباده
 


وقال المحاسبي:

(الرَّحْمن: برحمة النفوس، والرّحيم برحمة القلوب

 

وقال السريّ بن مغلس:

 (الرَّحْمن بكشف الكروب، والرّحيم بغفران الذنوب

 

وقال عبد الله بن الجرّاح:

 (الرَّحْمن بـ..... الطريق، والرّحيم بالعصمة والتوفيق)

 

وقال مطهر بن الوراق:

 (الرَّحْمن بغفران السيّئات وإن كنّ عظيمات، والرّحيم بقبول الطّاعات وإن كنّ قليلات

 

وقال يحيى بن معاذ الرّازي:

 الرَّحْمان بمصالح معاشهم، والرّحيم بمصالح معادهم

 

وقال الحسين بن الفضل:

الرَّحْمن الذي يرحم العبْد على كشف الضرّ ودفع الشرّ، والرّحيم الّذي يرقّ وربّما لا يقدر على الكشف

 

وقال أبو بكر الوراق أيضاً:

 الرَّحْمان بمن جحده والرّحيم بمن وحّده، والرَّحْمّان بمن كفر والرّحيم بمن شكر، والرَّحْمان بمن قال ندّاً والرّحيم بمن قال فردا


عن أبـي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن عِيسى ابْنَ مَرْيَـمَ أسْلَـمَتْهُ أُمُّهُ إلـى الكُتَّابِ لِـيُعَلِّـمَهُ، فَقالَ لَهُ الـمُعَلِّـمُ: اكْتُبْ بِسْمِ الله فَقَالَ له عِيسَى: وَما بِسْمِ الله؟ فَقالَ لَهُ الـمُعَلِّـمُ: ما أدْرِي فَقالَ عِيسىَ: البـاءُ: بَهاءُ اللَّهِ، وَالسِّينُ: سَناؤُهُ، وَالـمِيـمُ: مَـمْلَكَتُهُ
والرَّحْماَنُ: رَحْماَنُ الآخِرَةِ والدُّنْـيَا، والرَّحِيـمُ: رَحِيـمُ الآخِرَةِ


يقول الشّيخ الشّعراوي


الرّحمان الرّحيم في البسْملة معناها غير معْنى الرّحمان الرّحيم في الفاتحة

فالرّحمان الرّحيم في البسملة تذكّرنا برحمة الله وغفرانه حتّى لا نستعين ولا نهاب أن نستعين باسم الله إن كنّا قد فعلنا معصية

وهنا يقول العاصي كيف أستعين باسم الله وقد عصيته ؟

نقول نعم أدخل عليه سبحانه وتعالى من باب الرّحمة فيغفر لك وتستعين به فيجيبك

ويكون قد أزال وحشتك من المعصية في الإستعانه به سبحانه وتعالى

ويقول الشّيخ رحمه الله:

نلاحظ أنّ هناك تكرار لثلاث أسماء لله سبحانه وتعالى

في سورة الفاتحة وهذه الأسماء هي :
 الله - الرّحمان - الرّحيم

نقول : أنّه ليس هناك تكرار في القرآن الكريم

وإذا ما تكرّر اللّفظ فإنّه يكون معناه في كلّ مرّة مختلفا عن معناه في المرّة السّابقة

فالمتكلّم هو الله الّذي لايمكن أن يخطئ

ويضيف :

رحمان في الدّنيا لكثرة الذّين يشملهم الله سبحانه وتعالى برحمته ..

فرحمة الله في الدّنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر

يعطيهم الله مقوّمات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم

يرزق من آمن به ومن لم يؤمن

ويعفو عن كثير

إذن عدد الّذين تشملهم رحمة الله في الدّنيا هم كلّ خلقه

بصرف النّظر عن إيمانهم أو عدم إيمانهم

ولكن في الآخرة هو رحيم بالمؤمنين فقط

فالكفّار والمشركون مطرودون من رحمة الله

إذن الذين تشْملهم رحمة الله في الآخرة هم أقلّ عدد من الّذين تشْملهم رحمة الله في الدّنيا


أمـّا أنا فأضيف ما يلي



إذا عصيْتَ .. ومهما كانت المعصية ..وأنت مقبل على الله طالبا الصّفح والمغفرة فإنّك حتما ستقصد الوجهات التّالية : وهي أسماؤه :


 
الغفّار - السّميع - الحليم - الغفور - المجيب -  التّوّاب - العفوّ - وأيضا: الحكيم ... مرورا بالصّبور (الذي يصبر على ضلال النّاس)

 

وهذه الأسماء هي قطْعا و في الأصل صفات له يتّصف بها وبالتصاقها  وملازمتها له أصبحتْ له أسماءً

وهي تنطبق عليه تماما دون نقص

عكس الإنسان الّذي يمكن أن يكون إسمه صالح وهو فاسد
أوإسمه كريم وهو شحيح  وإلخ...

 

 لذلك نفهم انّ المغضوب عليهم من عصاة وكفّار

 بعد أن يتمتّعوا برحمة الله في الدّنيا من كونه رحمان  لايذهبون إلى الرّحيم

بل تحدث لهم الكارثة

وإذا بهم يذهبون إلى الله من كونه : منتقم   وجبّار ... 

  إلى آخر ذلك من أسماء الجلال والبطش والجبروت

لآنّهم لم يستغلّوا الفرصة عندما كانوا في كنف الرّحمان ليتعرّفوا على الرّحيم

 

 فإذا بهم يتمنّون العودة إلى الدّنيا ولو ليوم


رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ


قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ


لوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ


لكي يعودوا إلى صفته الرّحمان ثمّ يقفزون منها إلى الرّحيم


فلمذا لم يطلبوا وقتها العفو ومن ثمّة الجنّة والسّلام ..؟


الجواب:
 لأنّهم يعرفون أنّهم لا يستحقّونها وباب الرّحيم مغلق دونهم

لأنهم لم يُحسنوا عندما كانوا في الرّحمان فيريدون لو أنّ لهم كرّة فيعودون

إلى الدّنيا حيث كانوا وكانت رحمة الرّحمان متاحة فيتداركوا ما فات


آية من آيات الله أذكرها فيما يلي :
وهي من رحمات الرّحمان الّتي تشمل المؤمن والكافر على حدّ السّواء من فهمها يمرّ إلى الرّحيم وهو لا يزال في الدّنيا ثمّ يكون في الآخرة أهلا لما هو مدّخر من رحمة الرّحيم



الذّبـــابـــة .. أكرمكم الله ...

 معلوم عند أهل العلم أنّها ناقلة لعدّة جراثيم فتّاكة لكن من رحمة الله وهنا نتحدّث عن رحمة الرّحمان أنّها تحمل أيضا بكتيريا خلقها الله بمثابة المضادّات الحيوية وهي مضادّة للميكروبات وقاضية عليها فإذا ما سقطت الذّبابة مثلا في طعام أو ماء وغطست بأكملها إلتقى الصّنفان من البكتيريا النّافع والضّارّ فيصفّي الأوّل الثّاني ويزول الخطر



عملية الحماية العجيبة هذه تحدث آليّا بتقدير من الله العليّ القدير ويتمتّع الإنسان بها سواء كان مؤمنا أم كافرا  وهنا تتجلّى رحمة الرّحمان للجميع

المؤمن الأوّل في عهد محمّد صلّى الله عليه وسلّم كان يؤمن بالحديث التّالي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
 ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء )
      رواه البخاري ،
وفي رواية لأبي داود
( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء )


قلت المؤمن الأوّل صدّق هذا الأمر وليس عنده ميكروسكوب ولا تحاليل ولا يعرف ما معنى بكتيريا فمن رحمة الرّحمان دلج إلى رحمة الرّحيم بيقينه


والكافر اليوم ،
العلم العصري بيّن له أنّ هذه المعلومة من إعجاز الإسلام وأنّها حقّ لكنّه رضي بأن يبقى في الرّحمان بتمتّعه بهذه الرّحمة...
ولا يمرّ إلى الرّحيم بالإيمان بها من منزّل القرآن


وفي النّهاية إخواني : (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا  )


 


 وإلـــــــــــــــــى لقاء قريب إن شاء الله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
M
فائدة البسملة
Répondre
M
فائدة البسملة
Répondre