Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

المدخّن التونسي يقول إنّ السيجارة ليست حرام ! بقلم: مخلوف بريكي

cancer4.jpg

 

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم

 

 

تونس الّتي تعدّ (10) ملايين) نسمة ... تقول إحصائية موثوق بها  إن (4) أربعة ملايين منها مدخّنين أي نصفها تقريبا..

 

لكن وأنت تتلقّى هذه الإحصائية عليك أن تنتبه هنا وتأخذ بعين الإعتبار أن التعداد السكّاني يشمل كلّ نسمة أي حتّى الرّضّع، فإذا أنْقصت منه الأطفال حتّى سنّ العاشرة أو الحادية عشر وهذه فئة لا يمكن أ ن تكون مدخّنة بصفة مواظبة، فإنّك تطرح تقريبا (20 في المائة) من (العشر ملايين) ثمّ بعد ذلك قد ينازعك منازع ويطالب بطرح 90 في المائة من النّساء لا يدخّنّ نظرا لقناعات أخلاقية خاصّة بمجتمعنا..

 

فما بقي عندك من الرّقم الدّيمغراي فإنّك تجد بكلّ سهولة ونتيجة لتلك الحسابات البسيطة أنّ ثلاث أرباع الرّجال في تونس مدخّنين...!

 

   لذلك حين تسير في الشّارع و تتفرّس في وجوه الكثير من التّونسيين... تجدها داكنة مظلمة لا نور فيها.. عليها غبرة ترهقها قترة ..

 

وإذا ابتسم أحدهم في وجهك ترى فمَهُ كمثل فرْن مهجور. أسود مظلم تتمنّى لو رُفِعَ بينك وبينه سور له باب باطنه في الرّحمة وظاهره من قبله العذاب...

 

لكن المصيبة هي أنّك إذا دخلت في حوار مع مدخّن تونسي وحدثته عن الكارثة التي هو فيها ثمّ رأيت لا مبالاته بالأمر فلجأت  إلى أن تكلّمه بالدّين وقلت له إن الله لا يرضى له ما هو فيه من غبن في نظافة فمه وفي سلامة صحته وجيبه  وأنّ ذلك الفعل في ديننا حرام  تتفاجأ به ينقلب إلى فقيه في الشريعة ليقول لك أنّ الدخان ليس محرّما.

 وفي أقصى الحالات وإذا كان لينا معك يقول لك بأنّه مكروه ..

 

ولكم أسخر من بعض هؤلاء فأقول له بعد أن أحار في إقناعه: هو برّ وخير ستجني به الحسنات، كان الله في عونك يا أخي !

 

لكنّني أتساءل هنا: هل يعقل أنّ تلك النّعم التي عدّدناها من طهارة فم ونقاوة صحّة وادّخار مال إذا بدّلناها بنقم الأمراض والسّرطانات وفراغ الجيب وإهمال الواجبات مع الزّوجة والعيال وما إلى ذلك من مصائب لا حصر لها من جرّاء تلك السّيجارة.. هل يعقل أنّنا لا نقع في الحرام .. بل إنّنا في أسوأ الحالات لا نعدو أن نكون سوى في دائرة المكروه الذي يثاب تاركه و لا يعاقب فاعله!

 

أو بأسلوب آخر، إذا قدّمنا الإسلام، هذا الدّين الرّاقي كما يؤمن به العاقلون، على أنّه قاصر، لا ينتبه إلى هكذا كارثة ولا يعيرها اهتماما ولا يحمي النفس البشرية من هذه الجريمة الكونية التي ترسل نحو ستة ملايين ضحيّة كل عام إلى الموت حسب آخر إحصائية، و يرمي ملايين أخرى في ظلمات الأمراض المزمنة والأوبئة الخبيثة، و لا يجعلها جريمة ضدّ الحياة و ضدّ رسالة الإنسان..

 

 إذا قدّمنا الإسلام بهذه المحدودية في النجاعة وهذا العجز في رعاية البشرية فإنّنا نسخر من الدّين ومن منزّله للنّاس سبحانه وتعالى .. وإسلام قاصر هكذا (معاذ الله) لا يحرّم هذه الآفة القاتلة و عاجز بهذه الصّفة على حفظ المهج فإنّ النّاس لا يحتاجون إليه وعليهم أن يبحثوا لهم عن شيء آخر فيه سلوانهم..

 

للمزيد من المعلومات والإفادة راجعوا صفحتي المتخصّصة في هذا المجال  jette la cigarette


  https://www.facebook.com/pages/jette-la-cigarette/162638267127592?ref=stream

 

مخلوف بريكي ــ فرنسا

Makhlouf BRIKI

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :