Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ليس لمُحمّد صلّى الله عليه وسلّم فكْــرٌ

اتبع ما أوحي-copie-2

 

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قرأت منذ أيام جملة كتبها شاب مسلم على صفحته على " الفيس بوك " يقول فيها:

(سؤال لكلّ مسلم: هل تحْمل فكر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟)


  فَهَا هُنا مفهوم خاطئ يرتكبه الكثير تعالوا نصحّحه بعون الله في كلمة موجزة.


هل يجوز تداول هذه العبارة: ( فِكرُ رسول الله ) ؟

هل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكر؟ هل له فلسفة ؟ هل هو مفكّر أو فيلسوف حتّى نقول في حقّه " فكر رسول الله " ؟


هذا يذكّرنا بما يقوله بعض المستشرقين عنه، إذ يحاولون أن يصفوه لنا بأنّه مُصلحٌ كبير، جَادَ به الزّمان على البشرية كما جاد بمفكّرين ومصلحين وفلاسفة غيره عبر الأزمنة من قبله ومن بعده.


وأنه ( أيّ محمّد) (ص ) حاول أن يقود مجتمعه نحو الرّقي والتّحضّر، وليقولوا بعد ذلك إن شاءوا غيّر وجه الأرض..


ويجدون في صفوف السّذّج من المسلمين الّذين لا علم لهم إنصاتا وإعجابا بل و يرقصون طربا بهكذا تصريحات.


ومن هؤلاء المستشرقين أذكر على سبيل المثال : " السّير هاملتُون جيب " الّذي يقول عن رسولنا الكريم (ص)، كما أورد "أنور محمود زناتي" في إحدى مقالاته:


 أنّ محمّدا شخصية مبدعة قد تأثر بضرورات الظروف الخارجية المحيطة به من ناحية، وأنّه شقّ طريقه بين الأفكار والعقائد السّائدة في زمانه ليؤسّس منهجا له خاصا به.


 و لا يذكر شيئا عن النبوّة والوحي والرّسالة السّماوية الّتي كُلّف بها كمن سبقه من الرّسل.


وذهب من قبله المستشرق  " تومارس آرنولد " نفس المذهب، وآخرون كثير، ممّن منعهم كفرهم وحسدُهم لنبيّ الإسلام العربي أن يعترفوا له بالنّبوّة، ولكنهم أمام عظمته الّتي لا يمكن أن تختفي على أحد فهُم يطلقون عليه صفات أخرى غير النّبوّة كالعبقري و المصلح الإجتماعي الذي استطاع بعبقريته وقوة فكره وعقله أن يضع هذا الدّين، وأن يقوم بإصلاح أوضاع المجتمعات العربية ويُخرجها من الجهل والوثنية ويبني حضارة عربية إسلامية شامخة كان لها أثر بارز في الحضارات الإنسانية الأخرى.


لذلك وجب تصحيح المفاهيم لدى كثير من المسلمين، وتنبيههم بأنّ خَلْع مثل هذه الصّفات على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كالمفكّر والعبقرية والمبدع والمصلح الاجتماعي وصاحب الفكر الثوري المغيّر لوجه العالم وما شابهه، كلّ ذلك لا ينطبق عليه (ص) ولا يحتاجه، فهو أعلى من ذلك حيث أنّه رسول من عند الله لكلّ النّاس، وهو سيّد الأنبياء والرّسل، أحبّ من أحبّ وكره من كره.


 فضلا على أنّ ذلك خطّة وُضعت من طرف منظمات الإستشراق العالمي الّتي تهدف إلى نفي الرّسالة عنه، ووصفه بأنّه فقط رجل زعيم و صاحب فكر، و تبعا لذلك يقتضي أنّه إذا ذهب ينبغي أن يذهب معه فكره.


والنبيّ عليه الصّلاة والسّلام ليس له فكر و لا إبداع بشري و لا عبقرية، وإنّما هو الوحي والرّسالة، وكفى بذلك شرفا ونعمة.


كما قال العبّاس عمّ النّبي (ص) لأبي سفيان بن حرب ليلة فتح مكة حين قال له هذا الأخير: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً الغداة، فقال له العباس : إنها النبوّة يا أبا سفيان إنّها النّبوّة.  


فالقرآن حين يذكره، يذكره بصفة الرّسالة كقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ)، وقوله: ( يا أيّهَا الرّسُول بلّغْ مَا أنْزِلَ إليْكَ) وهكذا، ولم يذكره قط بصفات غير النّبوّة والرّسالة.

ذكّرني نسبة الفكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأبيات شعر تصف نزالا حدث بين العلم والعقل، لبعض الحكماء الشّعراء فيقول:


علم العليم و عقل العاقل اختلفا   بأيّ منهما قد أحرز الشرف 

فالعلم قال أنا أحرزْت غَايتَه   و العقل قال أنا الرّحمن بي عُرفا

فأفصح العلم إفصاحا و قال له   بأيّنا الله في فرقانه اتّصفا

فبان للعقل أن العلم سيّده   فقبل العقل رأس العِلْم و انصرفا


ففي هذه الأبيات نتعلّم أنّ العقل صفة الإنسان لا ينبغي أن نصف بها الله سبحانه وتعالى، لأنّه لم ينسبها لنفسه، وإنّما نَصِفُه كما وصف نفسه في القرآن بالعليم وليس بالعاقل.


نفس الشّيء فإنّ مصطلح " الفكر " لا نخلعُه على النّبيّ (ص) فهو رسول موحَى إليه وليس بمفكّر.


{ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين }

{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ}


مع العلم أنّه يمكن أن نطلق مصطلح الفكر الإسلامي في حقّ أتباع الدّين الإسلامي، لأنّه هنا يدلّ على فعل عقل الإنسان في فهم مراد الشّرع، واجتهاد النّاس الفقهي في فهم وتطبيق فروع الدّين الإسلامي. وهذا دليلنا ضدّ أولائك الّذين يصفون ديننا بالانغلاق وتعطيل العقل والفكر الإنساني.

ـــــــــــــــــــــــ

مخلوف بريكي ــ  فرنسا     

 

 

                

      

 

 

                

  

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
م
انت خاطئ يا اخي المسلم
Répondre